الهجرة الى اسبانيا وعلاقتها بالازمة الاقتصادية
غيرت الأزمة الاقتصادية في الأعوام الأخيرة طابع الهجرة الى اسبانيا، فقد أصبح أكثر المهاجرين
ينتظمون في جماعات عائلية وأضحت النساء هن الأكثر ويغلب أن يكون المهاجرون ذوي تعليم وتأهيل
كافيين وأضحت نسبة الشباب الأقل طابعًا يسم الهجرة الى اسبانيا. هذه هي الخلاصة التي وصلت
إليها حولية الهجرة في اسبانيا والتي تنشر بانتظام منذ عام 2008 وتعالج مواضيع تتعلق بالمهاجرين
والهجرة الى اسبانيا. وتقول الدراسة التي نشرتها الحولية المذكورة أنه يتوقع استمرار الهجرة الى
اسبانيا وأن ما بين مئتي ألف إلى ثلاثمئة ألف مهاجر يدخلون سنويًا في تعداد سكان إسبانيا. ويشكل عدد القادمين الذي توفره الهجرة الى
اسبانيا رابع مصدر لليد العاملة في إسبانيا. غير أن الهجرة إلى بلد ثالث والعودة إلى الوطن وحصول المهاجر على الجنسية الإسبانية كل ذلك يجعل
من دراسة الهجرة الى اسبانيا مسألة معقدة.
في هذه الدراسة التي نشرت عن الهجرة الى اسبانيا أضحت النساء هن الأكثرية، وأضحى أغلب المهاجرون ينتمون إلى عائلات مقيمة في
إسبانيا، وقسم كبير من المهاجرين القادمين إلى إسبانيا يأتون من أجل لم شمل الأسرة، حيث أن لهم أقرباءً مقيمين في إسبانيا.
قلة الشباب تميز الهجرة الى اسبانيا
الميزة الجديدة التي تسم الهجرة الى اسبانيا هي قلة الشباب، فالشباب الذين كانت ظروفهم غير مستقرة وكانوا يعملون في أعمال لا تحتاج إلى
تأهيل كانوا أول المغادرين, فقد نقص عدد المقيمين الأجانب في سن العمل (من ستة عشر عامًا إلى أربعة وستين عامًا) ما يقارب مئة وسبعين ألف
نسمة بين عامي 2008 و2013، وفيهم الآن حوالي أربعمئة وأربعين ألف مقيم يبلغ عمرهم أكثر من خمسة وثلاثين عامًا، أي ما يقارب الستين في
المئة، وهؤلاء يحملون مؤهلات أعلى من السباب ذوي السن الأقل. إلى ذلك فإن هؤلاء أكثر فقرًا ويحتلون الدرجات الدنيا على سلم الرواتب وفي
المجتمع. وهم الأكثر تأثرًا بالأزمة الاقتصادية، حيث أنهم لا يحظون بدعم محيط اجتماعي ولا يملكون مصادر دخل متنوعة وهم مهددون في أي لحظة
بفقدان تصريح الإقامة إذا فقدوا عملمهم.
وهذه مشكلة كبيرة تواجه الهجرة الى اسبانيا، حيث أن خط الفقر في إسبانيا هو أعلى بنسبة ثلاثة وعشرين في المئة من الدخل المتوسط
للمهاجرين. بمعنى أن الأجانب المقيمين من غير الجنسيات الأوروبية هم فقراء. ثلاثة من كل أربعة مهاجرين لا يستطيعون تدبر مصروفات حالات
طوارئ غير متوقعة. ثلاثة من كل أربعة لا يستطيع شراء سيارة وحوالي العشرين بالمئة منهم يواجهون صعوبات في دفع نفقات السكن. إنها الحياة
ضمن الشروط الدنيا، ثمة صعوبات لتدبير النفقات الضرورية، ونصف المهاجرين يجدون صعوبات في تأمين نفقات الحياة حتى آخر الشهر.
وثمة ظاهرة جديدة تدرس مع موضوع الهجرة الى اسبانيا، وهي الهجرة المعاكسة من إسبانيا التي راحت تزداد بين عامي 2010 و2011. وأكثر
المهاجرين من إسبانيا هم من الشباب ذوي التعليم والتأهيل العاليين.
ما زال موضوع الهجرة الى اسبانيا من أولويات الإعلام والحكومة في إسبانيا، ومن الواضح أن البلد بحاجة إلى أعداد من المهاجرين لتعويض نقص
الولادات الذي تشهده إسبانيا منذ أعوام والذي من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على مستقبل التركيبة السكانية ومستقبل الاقتصاد الذي يعد ضمن
أقوى الاقتصاديات في العالم والرابع على مستوى أوروبا، غير أن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على الهجرة الى اسبانيا وغيرت طبيعتها وأضحى
عدد المهاجرين من إسبانيا أكبر من عدد القادمين إليها.