• bold
  • brave
  • iconic
  • simple
  • louder
Loaded

رحلتي الى اسبانيا

بدأت رحلتي الى اسبانيا منذ عشر سنوات، ولم أزل أسافر الى اسبانيا كلما سنحت لي الفرصة. بدأت فكرىرحلتي الى اسبانيا الاولي

رحلتي الي اسبانيا عندما كنت أقرًا مقالًا عن الأندلس ويحكي

المقال عما بقي من آثار العرب في إسبانيا،

إضافة إلى متابعتي الدوري الإسباني، كل ذلك شجعني على أن

أبدأ التخطيط وتدبير أمور رحلتي الى اسبانيا.

بدأت رحلتي الى اسبانيا في يوم خريفي من شهر أكتوبر، كانت

الجو شبه غائم والشمس تشرق بين الغيوم

ساعة ثم تغطيها غيوم رمادية، وبين الفينة والأخرى كانت تمطر زخات خفيفة من المطر، غير أن الجو كان جميلًا،

ثمة لسعة من البرد الخفيف تنعش الروح، عند خروجي من الفندق أعطاني موظف الاستقبال خريطة توضح أهم

الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في مدريد، غير أني كنت قد خططت لأن أبدأ رحلتي الى اسبانيا من

غرناطة، كان علي أن أمضي بعض الوقت في مدريد ثم أسافر إلى غرناطة. رغم أنني كنت قد خططت جيدًا

لرحلتي الى اسبانيا، إلى أنني لم أقرر كيف سأسافر إلى غرناطة، تركتها للظروف، ثمة خيارات كثيرة للسفر،

يمكنني أن أسافر بالطائرة في رحلة لا تتجاوز الساعة وتكلفتها جيئة وذهابأ حوالي مئة وسبعين يورو، وهنالك

رحلات بالحافلة ومدتها خمس ساعات وتكلفتها حوالي خمسين يورو، وبالقطار تبلغ مدة الرحلة حوالي خمس

ساعات وتكلفتها حوالي مئة يورو، غير أنني قررت ألا تكون رحلتي الى اسبانيا مرتبطة بأي مواعيد إقلاع أو

وصول، وقررت استئجار سيارة لتكون رحلتي الى اسبانيا أكثر حرية، حيث أستطيع الانطلاق حين أشاء والتوقف

حيث أريد، وباستطاعتي أن أحتار خط سير الرحلة كما أشاء، فأستطيع المرور بالبلدات والقرى التي أجب أن

أراها، وهكذا فعلت، استأجرت سيارة صغيرة بميلغ 120 يورو لمدة عشرة أيام بمبلغ 70 يورو، قررت الانطلاق

الساعة السادسة مساء لكي أصل إلى غرناطة الساعة حوالي الساعة العاشرة، كان لدي وقت طويل قبل أن

أبدأ رحلتي، عدت إلى الفندق الذي أنزل فيه واسمه باسيو ديل أرتي،

وركنت السيارة قريبًا ثم نزلت مشيًا على الأقدام، الآن بدأت رحلتي الى اسبانيا، همست لنفسي وأنا

أتمشى على الرصيف العريض، أول ما يلفت الانتباه هو اللون

الأخضر، على جنبتي كل شارع تصطف أشجار عملاقة ما يعطيك

شعورًا بأنك قريب من الطبيعة، في بعض الأماكن كانت تبدو

الشوارع البعيدة كما لو أنها غابة لضخامة الأشجار وكثرتها، الرصيف

عريض جدًا والمشاة على كثرتهم يبدون قلة لاتساع الطريق، هنا

عند تخطيط الشوارع تعطى الأولوية للمشاة ثم لوسائل النقل

العام ثم للعربات الخاصة، وتراعى البيئة النظيفة، لذا تجد أن كل المناطق الحديثة في المدن لها شوارع بأرصفة

عريضة جدًا للمشاة وعلى جوانبها وفي منتصفها زرعت أنواع الأشجار الكبيرة المعمرة كي تساعد على

امتصاص الكربون الذي تطلقه عوادم السيارات وإعطاء الأوكسجين، ومناظرها تبعث البهجة في النفس، وتغري

بالتنزه للترويح عن النفس.

كنت في طريقي إلى متحف البرادو المتحف الأكثر شهرة في العالم والذي يضم أكبر مجموعة أعمال فنية من رحلتي الى اسبانيا الثانية

لوحات وتماثيل منذ بداية عصر النهضة الأوروبي حتى بدايات القرن

العشرين. يقع متحف البرادو في شارع رويث دي أراكون، لحسن

حظي أن الفندق الذي أقيم فيه يبعد حوالي خمس دقائق سيرًا

على الأقدام من المتحف الشهير، عندما خرجت من الفندق

انعطفت يسارًا فأصبحت في شارع البرادو، سرت حوالي عشر

دقائق ثم انعطفت يمينًا فوجدت نفسي أمام المتحف الشهير، قطعت تذكرة واحدة، هنالك أسعار مختلفة،

فالطلبة لهم أسعارهم وكبار السن لهم تذكرة مخصصة لهم، المهم أخذت تذكرتي ودخلت المتحف، لقد بدأت

رحلتي الى اسبانيا، قلت لنفسي وأنا أقف في البهو الفسيح وأتطلع يمنة ويسرة ولا أعرف من أين أبدأ.

اتجهت يمينًا ودخلت. مضى عليّ أربع ساعات وأنأ أتجول في أجنحة المتحف حتى شعرت بالجوع، وقررت أن رحلتي الى اسبانيا الثالثة

أخرج لتناول الطعام، وقد بقي أجنحة لم أرها، لأجل أن أصف ما

شاهدته في المتحف أحتاج إلى صفحات كثيرة، غير أنني أكتفي

بأن ما شاهدته في المتحف من أجمل ما رأيت في رحلتي الى

اسبانيا. خرجت من المتحف وقررت الذهاب إلى بويرتا ديل سول

من اجل تناول الطعام، وهي ساحة كبيرة تعتبر مركز مدريد، وفيها الكثير من المقاهي والمطاعم، كانت الساعة

حوالي الثالثة عصرًا والجو قد أضحى مشمسًا تمامًا ودرجة الحرارة مقبولة، فكرت أنه إذا استمر الجو كذلك

فستكون رحلتي الى اسبانيا رائعة. مشيت حوالي عشرين دقيقة حتى وصلت إلى بويرتا ديل السول، وجدت

مطعمًا يضع موائد على الرصيف، فجلست وطلبت قائمة الطعام، وجبة الغداء هنا تتألف من طبقين رئيسين

تتبعهما الحلوى أو القهوة، يمكن أن تختار الطبق من بين ثلاث خيارات، زثمن الوجبة كان حوالي اثني عشر

يورو، طلبت سلطة وشريحة سمك ثم أتبعتهما بفنجان قهوة. عندما أنهيت غدائي كانت الساعة حوالي الرابعة،

كان علي العودة إلى الفندق من أجل التهيؤ للسفر إلى غرناطة، محطتي الأولى في رحلتي الى اسبانيا.

Prev
اللجوء في اسبانيا
Next
اجمل المدن السياحية في العالم